وذكر تقرير موقع Oil Price الأميركي المتخصص بشؤون الطاقة، تابعته "النهرين"، أن "إدارة ترامب صعّدت من وتيرة ضغوطها على إيران في أعقاب استهداف منشآت نووية داخل طهران، إذ عززت من سياسة الضغط الأقصى عبر إعلانها عن عقوبات جديدة طالت أكثر من 30 كياناً وناقلة ومواطنًا، في خطوة تهدف إلى تجفيف مصادر تمويل طهران".
ووفقًا للتقرير، فقد استهدفت العقوبات شبكات تهريب نفط إيراني تقدر قيمته بمليارات الدولارات، تم تهريبه عبر قنوات تعمل على تزييف مصدر النفط وبيعه باعتباره عراقياً أو إماراتياً.
وقد كشف مكتب مراقبة الأصول الأجنبية الأمريكي (OFAC) أن إحدى هذه الشبكات يقودها المواطن البريطاني-العراقي سليم أحمد سعيد، المتهم بتهريب النفط الإيراني منذ عام 2020 عبر منشآت عراقية.
أحد أبرز هذه المنشآت، بحسب التقرير، هو محطة VS Oil Terminal الواقعة في ميناء خور الزبير جنوب العراق، والتي تضم ستة خزانات نفطية، وتستخدم كموقع رئيسي لعمليات نقل النفط من سفينة إلى أخرى، وهي عمليات يجري فيها استخدام وثائق مزورة وبيانات مضللة لإخفاء مصدر الشحنات.
وشملت العقوبات أيضاً كيانات أخرى مثل شركة VS Tankers FZE في الإمارات، وناقلة النفط العملاقة "دجلة" المسجلة في جزر مارشال، إضافة إلى 11 ناقلة أخرى تُستخدم لنقل النفط والغاز الإيرانيين، كما تم إدراج شركات إدارة سفن في الهند وسنغافورة ضمن القائمة، لارتباطها المباشر بهذه الأنشطة، بعضها يعمل لصالح الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس.
ويرى التقرير أن تداعيات هذه العقوبات قد تكون كبيرة على العراق، الذي يسعى لجذب الاستثمارات الغربية في قطاعات النفط والغاز والموانئ، فوجود كيانات عراقية متورطة في عمليات التهريب يعقّد بيئة الاستثمار، خصوصاً في ظل سعي بغداد لتأمين احتياجاتها من الغاز الطبيعي، في وقت يتصاعد فيه التوتر الإقليمي نتيجة الصراع الأمريكي – الإسرائيلي مع إيران.
وأشار التقرير إلى أن "النفوذ الإيراني في العراق بدأ يتراجع، لكن الفصائل المرتبطة بطهران لا تزال فاعلة، في حين تواجه بغداد تحديات إضافية تتعلق بالخلافات مع حكومة إقليم كوردستان بشأن عائدات النفط".
واختتم التقرير بالإشارة إلى أن الاستراتيجية التي تبناها ترامب ترتكز على مسارين متوازيين: الأول هو دفع إيران إلى طاولة التفاوض من خلال خنق مواردها المالية، والثاني هو دفع العراق تدريجياً للانضمام إلى التحالف الغربي، في مواجهة النفوذ المتنامي لكل من روسيا والصين في المنطقة.