وتابعت "النهرين" تصريحا للخبير الاقتصادي كريم الحلو قال فيه إن "الجفاف ليس حالة خاصة بالعراق بل تشهده معظم دول العالم نتيجة التغيرات المناخية، وما حدث في بحر النجف لا ينعكس سلبًا على الواقع الزراعي في المحافظة، لأن غالبية الزراعة تعتمد بالأساس على الآبار الارتوازية وليس على مياه البحر".
وأضاف الحلو أن "معظم المحاصيل الرئيسة في النجف مثل الشلب والحنطة تتم زراعتها في فصل الشتاء، وهو ما يقلل من تأثير انخفاض منسوب المياه في البحر على النشاط الزراعي"، مبينًا أن "بحر النجف لم يكن في أي عام مرتبطًا بمصادر مائية نهرية، وإنما يعتمد كليًا على مياه الأمطار".
وفي ما يخص الجانب السياحي أوضح الحلو أن "الجفاف قد يشكل معوقات محدودة، وأن البحر كان يمكن أن يشكل معلمًا سياحيًا مهمًا لو حظي باهتمام وتطوير من الجهات المعنية"، لافتًا إلى أن "دولًا عدة نجحت في تحويل مناطق مشابهة إلى وجهات سياحية كبرى مثل دبي".
واختتم الخبير الاقتصادي، أن "الجفاف في بحر النجف هذا العام جاء بنسب أعلى من الأعوام السابقة، إلا أنه يظل أمرًا طبيعيًا لا يهدد الاقتصاد المحلي أو القطاع الزراعي في المحافظة".
ويشهد بحر النجف، الذي يُعد واحدًا من أهم المعالم الطبيعية والتاريخية في العراق، جفافًا شبه تام في مياهه خلال الفترة الأخيرة، ما أثار قلقًا واسعًا لدى الأوساط البيئية والاجتماعية في محافظة النجف الأشرف.
ويعود تاريخ بحر النجف إلى آلاف السنين، حيث مثّل خزانًا مائيًا طبيعيًا وبيئةً لعدد من الطيور والأسماك، فضلًا عن كونه محطة رئيسية في هجرة الطيور بين آسيا وإفريقيا. لكن التغيرات المناخية، وارتفاع درجات الحرارة، إضافة إلى قلة تساقط الأمطار وتراجع مناسيب المياه الجوفية، ساهمت جميعها في تسريع وتيرة الجفاف.