وأوضحت الشبكة في بيان أن قوات "الدعم السريع" قتلت خلال ثلاثة أيام فقط نحو "1500 مدني" أثناء محاولتهم الهرب من المدينة، في ما وصفته بأنه "إبادة جماعية على أساس إثني" تتم وسط صمت دولي وإقليمي مريب.
من جانبها، أكدت "مفوضة العون الإنساني بالإنابة منى نور الدائم" أن الميليشيات تواصل عمليات القتل والتنكيل داخل الفاشر، مشيرة إلى مقتل أكثر من "2000 مواطن" في الأيام الأولى لاجتياح المدينة التي كان يسكنها نحو "800 ألف نسمة"، بينما ما يزال عدد كبير من المدنيين في عداد المفقودين.
وأضافت أن الميليشيات ارتكبت انتهاكات مروعة، شملت "تصفية الجرحى داخل المستشفيات" وقتل "المتطوعين الإنسانيين" ، بينهم خمسة من متطوعي الهلال الأحمر السوداني، فضلاً عن "استهداف النساء والأطفال والعجزة" أثناء محاولتهم الفرار.
في السياق نفسه، أعلنت منظمات إغاثية عن وصول "عشرات الأطفال اليتامى والمنفصلين عن أسرهم" إلى مخيمات النزوح بمنطقة طويلة، بينما حذّرت "منظمة اليونيسيف" من أن نحو "130 ألف طفل" في الفاشر يواجهون خطر الانتهاكات الجسيمة وسط تقارير عن "الاختطاف والعنف الجنسي والقتل".
وطالبت المنظمة الدولية بوقف فوري لإطلاق النار وضمان "وصول إنساني آمن" ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات.
ومع تدفق النازحين إلى منطقة طويلة، دعت غرفة الطوارئ المحلية المنظمات الدولية والإقليمية إلى تقديم الدعم العاجل لإنقاذ المدنيين، وسط تحذيرات من انزلاق الفاشر إلى مرحلة جديدة من الإبادة الجماعية.
وفي أول تعليق رسمي، أقرّ قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) بوقوع تجاوزات في المدينة، معلناً "تشكيل لجان تحقيق" فورية ومتوعداً بمحاسبة كل من يثبت تورطه، فيما وجه قواته بـ"عدم الاعتداء على المدنيين" والسماح بحرية الحركة والإفراج عن أي محتجزين مدنيين.
وتأتي هذه التطورات بعد انسحاب الجيش السوداني من آخر معاقله في دارفور، ما أتاح لقوات الدعم السريع السيطرة الكاملة على عواصم الإقليم الخمس، في تصعيد يهدد بمفاقمة الكارثة الإنسانية في غرب السودان.