أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم السبت، عن لقاء رسمي مرتقب سيجمعه بالرئيس الأميركي دونالد ترمب في العاصمة واشنطن يوم الاثنين المقبل، وذلك عقب مكالمة هاتفية مطولة بين الطرفين استمرت لأكثر من ساعة ونصف، جرت أثناء عودة ترمب من قمة ألاسكا التي جمعته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وبحسب تصريحات المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، والتي تابعتها "النهرين"، أكدت فيها أن "الاتصال جرى على متن الطائرة الرئاسية "إير فورس وان"، حيث أطلع ترمب نظيره الأوكراني على أبرز النقاط التي تم تناولها خلال محادثاته مع بوتين، والتي شملت ملفات أمنية بالغة الحساسية، من بينها مستقبل حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والتنسيق الأمني المشترك، وقضية الأراضي المتنازع عليها في أوكرانيا".
وأضافت ليفيت أن "ترمب أجرى أيضاً اتصالات مع عدد من قادة حلف الناتو لتنسيق المواقف بعد القمة، مشيرة إلى أن الرئيس الأميركي هبط في واشنطن عند الساعة 2:45 صباحاً بالتوقيت المحلي دون الإدلاء بأي تصريحات".
وكانت قمة ألاسكا بين ترمب وبوتين قد استمرت نحو ثلاث ساعات، وشهدت محادثات وصفت بـ"الصريحة والمكثفة" حول آفاق إنهاء الحرب في أوكرانيا. وقال ترمب في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" إن الجانبين "اقتربا من التوصل إلى اتفاق"، مضيفًا: "تحدثنا بصدق شديد، أعتقد أننا أحرزنا تقدمًا، لكن لا اتفاق حتى يتم التوصل إلى اتفاق نهائي".
ويأتي الإعلان عن اللقاء المرتقب بين ترمب وزيلينسكي في ظل توتر سياسي سابق بين الزعيمين، حيث شهد لقاؤهما في شباط الماضي أجواءً متوترة، وتبادلًا للانتقادات، في وقت حظي فيه الرئيس الروسي بوتين باستقبال أكثر ودية من جانب ترمب.
ورغم دعوات سابقة من ترمب لعقد قمة ثلاثية تجمعه ببوتين وزيلينسكي، لم يتم الإعلان عن أي مبادرة من هذا النوع خلال قمة ألاسكا، ما أثار تساؤلات حول اتجاهات السياسة الأميركية تجاه الأزمة الأوكرانية.
من جهته، أكد الرئيس الأوكراني أن بلاده "مستعدة للتعاون البناء مع الولايات المتحدة"، مشددًا على ضرورة أن "تكون أوروبا شريكًا فاعلًا في أي محادثات مستقبلية"، وداعيًا إلى "اجتماع ثلاثي بين كييف وواشنطن ودول الاتحاد الأوروبي لتعزيز التنسيق الدولي".
وأشار زيلينسكي إلى أن الاتصال مع ترمب تضمن "إشارات إيجابية" بشأن ضمانات أمنية محتملة لأوكرانيا، معتبرًا ذلك مؤشرًا على استمرار دعم الحلفاء الغربيين في مواجهة التحديات الراهنة.
ويُرتقب أن يحمل اللقاء المقبل في واشنطن تطورات مفصلية في مسار الأزمة الأوكرانية، وسط مؤشرات على تحولات محتملة في الموقف الأميركي بعد قمة ألاسكا، قد تمهّد لمرحلة جديدة من التفاهمات الدولية حول مستقبل الصراع في شرق أوروبا.