تتصاعد نبرة "التفاعل الطائفي" في العراق، مع الاحداث الجارية في سوريا، وتحديدا العنف الدائر في منطقة الساحل بين القوات الحكومية والأهالي "العلويين".. تصاعد هذه النبرة، دفع مراقبين للتحذير من تداعيات هذا "التفاعل الطائفي"، مع تلك الأحداث داخل العراق، خصوصا وأن أوساطا شعبية وسياسية تركت تعليقات منحازة إزاء تلك الأزمة، وفيما فسر آخرون هذا التفاعل بمحاولة السياسيين التغطية على الأزمات الداخلية أو استقطاب الجمهور "طائفيا".
وتابعت "النهرين" مجموعة آراء وتحليلات ومنشورات لمختصين في الشأن السياسية، اكدوا بأن "العراق تحول الى بيئة منشغلة بالشأن السوري بشكل كبير، وبهذه النقطة تحديدا، يقول المحلل السياسي محمد نعناع، "الساحة العراقية منشغلة بما حصل في سوريا، بسبب محاولات تصدير الأزمات العراقية وتفعيل الخطاب الطائفي حتى تستفيد من ذلك جهات معينة"، مضيفا ان "القوى والأحزاب العراقية جميعها تستثمر بشكل مباشر بالأزمات الطائفية والاحترابات الإقليمية لسببين، الأول هو استقطاب الجمهور الذي ينسجم ويتماهى مع هذه الخطابات، والثاني ان القوى العراقية تحاول أن تشغل العراقيين بهذه الأحداث حتى تخرج من الأزمات الداخلية كالأزمات السياسية والخدمية، وتصدر هذه الأزمات بإشاعة الاحترابات الطائفية وغيرها".
من جانبه، يصف المحلل السياسي علاء الخطيب، ما يحدث في سوريا بأنه "نتاج اندفاعات غير محسوبة ممن شاركوا في التغيير بقياسات خاطئة، وليتهم تعلموا من التجربة العراقية"، مضيفا أنه "من الخطأ انسحاب القياسات الخاطئة لدكتاتورية بشار الأسد على طائفته كما حدث في العراق، حينما كان يعتقد بأن كل السنة يؤيدون رئيس النظام السابق صدام حسين، وهذا قياس خاطئ، فالكراهية لا تولد إلا الكراهية والعنف لا يولد إلا العنف".
مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية، غازي فيصل، شدد على ان "المطلوب من العراق اليوم احترام الاتفاقيات ومبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في سوريا، خصوصا وأن المعلومات المتداولة اليوم تتناول خروج بيان عن المجلس العسكري لتحرير سوريا وهو تشكيل يقوده شقيق بشار الأسد"، مضيفا "هذا المجلس المشكل من ماهر الأسد، والحرس الثوري وفصائل عراقية أنشأ غرفة عمليات داخل الحدود العراقية وهذا يشكل انتهاكا خطيرا، لأن العراق قد يتحول إلى قاعدة عسكرية لإثارة النزعات الطائفية في سوريا بدلا من مساعدة الشعب السوري على اجتياز هذه المرحلة الانتقالية إلى إنشاء بلد يضمن للديمقراطية والتعددية".