تُسهّل مهام السائق وتُقلل الحوادث .. تكنلوجيا السيارات في عصر الذكاء الصناعي

نشر في: 16 يوليو ,2025: 09:53 م
90 مشاهدة
+ الخط -

قناة النهرين الفضائية - متابعات النهرين

في عصر السرعة يتجه الناس نحو الأدوات الإلكترونية الذكية، ويبدو التحوّل نحو المركبات الذكية بات أمراً حتمياً بوجود الذكاء الصناعي.
ولصنع تجربة مذهلة للمستخدم وأكثر ذكاءً تلجأ شركات مُصنّعة للسيارات، مثل «تسلا» و«مرسيدس بنز» و«فولفو»، إلى رفد سياراتها بالذكاء الاصطناعي، ولطالما كانت الوظائف المحوسبة، مثل مُثبّت السرعة ونظام المكابح المانعة للانغلاق، أساسيةً في السيارات الحديثة، لكنّ التطوّرات في مجال الذكاء الاصطناعي تُبشّر بانطلاقةٍ جديدةٍ في تكنولوجيا السيارات.
وفقاً لبحثٍ أجرته شركة «Zion» من المُتوقع أن تصل قيمة مساهمة الذكاء الاصطناعي في سوق السيارات إلى 735 مليار دولار بحلول عام 2032. ويُشير ارتفاع الإيرادات إلى نموّ الذكاء الاصطناعي وإمكاناته في تمكين مُستقبل قطاع السيارات.
بحلول عام 2040، من المتوقع أن يكون هناك ما يقرب من 33 مليون مركبة ذاتية القيادة على الطرقات جميعها مدعومة بأنظمة ذكاء اصطناعي متطورة. سيؤدي هذا الاعتماد الواسع النطاق على المركبات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي إلى تغييرات من القيادة الذاتية إلى التأثيرات البيئية المُتحكّم فيها، وغيرها.
يُعد الذكاء الاصطناعي جوهر تقنية القيادة الذاتية، إذ يُمكّن المركبات من التنقل والتشغيل باستخدام مجموعة من أجهزة الاستشعار والكاميرات وخوارزميات التعلم الآلي. تُساعد هذه الأنظمة في إدراك البيئة المحيطة، وتفسير البيانات، واتخاذ قرارات آنية من خلال اكتشاف العوائق، وقراءة إشارات المرور، والتكيف مع ظروف الطريق المتغيرة لضمان القيادة الآمنة.
يستخدم الذكاء الاصطناعي في أنظمة «ADAS» أجهزة الاستشعار لتوفير ميزات، مثل تحذيرات مغادرة المسار والكبح التلقائي في حالات الطوارئ. يُمكن لهذه الأنظمة تنبيه السائقين إلى المخاطر المحتملة، بل واتخاذ إجراءات تصحيحية لمنع الحوادث. على سبيل المثال، يُمكن للذكاء الاصطناعي اكتشاف المشاة والمركبات الأخرى والعوائق، ثم إطلاق التنبيهات، أو حتى اتخاذ إجراءات تصحيحية، مثل الكبح التلقائي أو تصحيح المسار.
يُحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في صيانة المركبات من خلال أنظمة الصيانة التنبؤية. تستخدم هذه الأنظمة خوارزميات التعلم الآلي لتحليل البيانات من مختلف أجهزة الاستشعار وأدوات التشخيص، وتحديد الأنماط التي تُشير إلى الأعطال المحتملة قبل أن تُصبح حرجة. يُساعد هذا في الكشف والصيانة في الوقت المناسب، مما يُقلل من تكاليف الصيانة، ويُطيل أيضاً من عمر المركبات.
أظهر تقرير صادر عن شركة «ماكينزي» أن الذكاء الاصطناعي خفض حوادث المرور بنسبة 40 في المائة. وقد ساعدت خوارزميات الذكاء الاصطناعي في معالجة البيانات من أجهزة الاستشعار والكاميرات للكشف عن الحوادث ومنعها، مما يجعل القيادة أكثر أماناً للجميع. كما مكّن من تفعيل نظام تحذير مغادرة المسار (LDW)، ونظام الكبح التلقائي في حالات الطوارئ (AEB)، وغير ذلك من الأنظمة لتنبيه السائقين بالمخاطر المحتملة.
يمكن للذكاء الاصطناعي التنبؤ بموعد تعطل الأجزاء من خلال مجموعة واسعة من البيانات، مما يسمح بإجراء صيانة استباقية. يساعد هذا في تقليل احتمالية الأعطال وتوقف السيارة عن العمل، ويطيل عمر الأجزاء، مما يعزز الأداء العام للسيارة.
وربما بدت القيادة الذاتية حلماً بعيد المنال. ولكن مع التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي، أصبحت حقيقة واقعة. بدأت القيادة الذاتية تُسهّل مهام السائق، وتُقلل الحوادث، وتُحسّن القدرة على الحركة للأشخاص ذوي الإعاقات الجسدية.
ويُعد بناء ثقة الجمهور في تقنيات الذكاء الاصطناعي، خصوصاً في مجال القيادة الذاتية، أمراً بالغ الأهمية. غالباً ما تؤدي المخاوف بشأن السلامة والموثوقية وفقدان الوظائف إلى مقاومة من المستهلكين وأصحاب المصلحة. تقع على عاتق شركات تصنيع السيارات مهمة كبيرة في جعل أنظمتها آمنة بما يكفي، وإقناع الجمهور بأن تقنياتها تجعل القيادة أكثر أماناً، حتى في حالة حدوث عطل فادح.
يجب على أنظمة الذكاء الاصطناعي اتخاذ قرارات أخلاقية، لا سيما في المواقف الحرجة. على سبيل المثال، كيف ينبغي للسيارة ذاتية القيادة إعطاء الأولوية للسلامة في حال وقوع حادث لا مفر منه؟ يمكن أن يُسهم وضع مبادئ توجيهية أخلاقية واضحة، وإشراك صانعي السياسات، وإجراء مراجعات أخلاقية شاملة، في معالجة هذه المخاوف.




قناة النهرين :
البث المباشر