حذّر رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد، اليوم الاثنين، من واقع بيئي خطير تعانيه أهوار العراق الجنوبية، المدرجة على لائحة التراث العالمي، مؤكدًا أنها تحوّلت إلى أراضٍ قاحلة ومغطاة بالملح بفعل تغيّر المناخ وشحّ المياه، داعيًا إلى تحرّك دولي عاجل لإنقاذ دلتات الأنهار حول العالم.
وجاءت تصريحات رئيس الجمهورية خلال ترؤسه إلى جانب رئيس وزراء فيتنام فام مينه تشينه، أعمال قمة دلتا العالم التي عُقدت في مدينة نيس الفرنسية، على هامش مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات، وبحضور عدد من قادة الدول وممثلي الوفود والمنظمات الدولية، إضافة إلى نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية فؤاد حسين.
وقال رشيد في كلمته: إن "العراق يشهد انخفاضاً كارثياً في مناسيب دجلة والفرات بنسبة قاربت 40% خلال العقود الأخيرة، ما تسبب بجفاف الأهوار وتحولها إلى أراضٍ مكسوة بالملح، وهو ما يشكل تهديدًا على الإرث الثقافي والبيئي وسلامة سكان المنطقة".
وأضاف أن "الدلتا ليست مجرد ظاهرة جغرافية، بل هي مهد الحضارات ومصدر للأمن الغذائي وشريان حياة الاقتصاد"، لافتًا إلى أن "دلتا بلاد الرافدين شهدت ولادة الكتابة والقانون قبل آلاف السنين، شأنها في ذلك شأن دلتا نهر الميكونغ في فيتنام التي غذّت حضارتها على مرّ العصور".
وتابع رئيس الجمهورية: "التحديات التي تواجه دلتات الأنهار في العراق وفيتنام متشابهة، خصوصًا مع تأثير بناء السدود في دول المنبع والتغيرات المناخية المتسارعة التي أدت إلى تراجع مناسيب المياه وارتفاع نسبة الملوحة والتلوث".
وأشار إلى أن "تلوث المياه نتيجة التصريف الصناعي والجريان الزراعي وسوء إدارة الصرف الصحي يشكّل تحديًا خطيرًا يؤثر على الزراعة، ومصائد الأسماك، وصحة الإنسان في الأهوار ودلتا الميكونغ على حد سواء".
ودعا رئيس الجمهورية المجتمع الدولي إلى التعامل مع الدلتات على أنها بنى تحتية حيوية للأمن الغذائي والتنوع البيولوجي، مشددًا على أن "الحلول موجودة، لكنها تتطلب إرادة جماعية، أبرزها تحسين كفاءة أنظمة الري، والإدارة المتكاملة للموارد المائية، والتحوّل إلى الطاقة المتجددة".
وختم كلمته بالقول: "مستقبل مهد الرافدين ووفرة الميكونغ يعتمدان على القرارات التي نتخذها اليوم. إن إنقاذ الدلتا هو إنقاذ لتراثنا الإنساني المشترك".