بعد يوم واحد على محادثات الرئيس اللبناني جوزيف عون مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في بغداد، بدأ تحرك عراقي لدعم الحوار بين الدولة اللبنانية وحزب الله اللبناني استنادا إلى مقررات قمة بغداد العربية، التي دعت إلى حصر السلاح بيد الدولة في لبنان، في وقت تحدثت مصادر مهمة في الإطار عن استعداد بغداد لتخصيص مساعدة مالية سنوية للبنان قد تصل إلى مليار دولار لمدة عشرة أعوام. تدفع لبيروت إذا قبلت بالتحديد فكرة دمج مقاتلي حزب الله اللبناني بقوات الأمن اللبنانية، كما جرى في السيناريو العراقي.
وبحسب تقرير لموقع "مونت كارلو" تابعته "النهرين"،
اكد ان الحكومة العراقية تستثمر سياستها للقمة العربية لمدة عام، وأيضا تستثمر ما ورد في إعلان بغداد في هذه القمة حول حصر السلاح بيد الدولة في لبنان، وبالتالي هي تتحرك للتوسط بين الدولة اللبنانية وحزب الله اللبناني.
التقرير رصد فكرتين قدمهما زعيم ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، وتعمل عليهما بغداد مع الدولة اللبنانية في هذا الإطار.
مضمون الفكرة الأولى هو دمج جزء مهم من قوات حزب الله اللبناني بالقوات الأمنية اللبنانية، كما جرى في الحالة العراقية بعد العام 2003 عندما تم دمج الفصائل العراقية المسلحة بالقوات الأمنية العراقية أيضا.
الفكرة الثانية بخصوص التعامل مع ملف حزب الله اللبناني هو نزع سلاح هذا الحزب بشكل جزئي. بمعنى وفق التصور العراقي يمكن نزع سلاح حزب الله اللبناني في مناطق خارج جنوب لبنان.
في هذه المناطق يتم بسط سيادة أو هيبة وسلطة الدولة اللبنانية بشكل كامل، بالتحديد في البقاع، في الضاحية الجنوبية لبيروت، في بعلبك، على أن ترحل عملية نزع سلاح حزب الله اللبناني في جنوب لبنان، بالتحديد في صور في صيدا، إلى ما بعد الحل السياسي الشامل بين الإسرائيليين وبين الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين.
وتساءل التقرير عن امتلاك حكومة السوداني للادوات الحقيقية التي تدفع الدولة اللبنانية للتعامل بإيجابية مع أفكار بغداد حول ملف حزب الله اللبناني؟
لكن ائتلاف رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي قال إن "الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل وأيضا القوى السنية اللبنانية، لن تسمح للدولة اللبنانية بالاستجابة لفكرتين عراقيتين، سواء فكرة الدمج أو فكرة نزع السلاح الجزئي لحزب الله اللبناني".
اطراف سنية داعمة للسوداني تحدثت لـ "مونت كارلو"، واكدت ان "فكرة دمج مقاتلي حزب الله اللبناني بالقوات الأمنية اللبنانية هي فكرة إيرانية بالأساس، وأن أطرافا عراقية تحاول أو تسعى لتسويق هذه الفكرة في لبنان أيضا".
نقطة أخرى في غاية الأهمية وردت في نفس السياق، استنادا إلى معلومات لجنة الامن والدفاع في البرلمان العراقي، ذكرت أن مسؤولين ايرانيين تحدثوا إلى مسؤولين عراقيين بنظرة سوداوية جدا. هذه أول مرة يتحدث فيها الإيرانيون بنظرة سوداوية عن مصير حزب الله اللبناني، طبعا بسبب سقوط النظام السوري السابق والمتغيرات الموجودة في سوريا، وأيضا موقف النظام الجديد في سوريا.
وحسب وجهة النظر الإيرانية ربما يتبلور تحالف إقليمي ودولي لاحقا لنزع سلاح حزب الله اللبناني، إذا لم يصار إلى حل الخلاف بين الدولة اللبنانية وحزب الله اللبناني بشكل سياسي