نقلت صحيفة "العين" الإماراتية، عن مصادر عراقية مطلعة إن "الرئيس السوري أحمد الشرع متمسك بموقفه من عدم حضور قمة بغداد رغم محاولات رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لإقناعه بالعدول عن موقفه والمشاركة في القمة العربية المقبلة.
تقرير للصحيفة،
تابعته "النهرين"، نقل عن مصدر آخر إن قوله "الشرع اعتذر للسوداني بعد أن قدّم شكره
على موقفه المشجع وإصراره على ضرورة مشاركته في القمة العربية"،
ووفق
المصادر، فإن "الشرع أكد للسوداني أنه لا يريد إحراج الحكومة العراقية وشخص
رئيس الوزراء بحضوره بسبب وجود مواقف رافضة لمشاركته"، مؤكداً أنه "سيوجّه
وفداً سورياً رفيع المستوى برئاسة وزير الخارجية أسعد الشيباني لحضور القمة
العربية في بغداد".
فيما
أبلغ السوداني الرئيس السوري بأنه "سيزور دمشق خلال العام الجاري للتأكيد على
دعم سوريا"، بحسب المصادر ذاتها، التي أشارت إلى أن رئيس الحكومة العراقية
أكد أنه "سيعرض خلال القمة طرح مبادرة عربية لإعادة إعمار سوريا ودعمها
اقتصادياً، وحث العالم على رفع العقوبات".
وأكد
السوداني للشرع أن العراق يرحب بمشاركة سوريا بأي مستوى أو تمثيل، منوهاً بأن "الدول
العربية ستبقى داعمة لخيار الشعب السوري الذي يتطلع لحياة حرة وكريمة".
وفي
آذار الماضي، زار الرئيس السوري أحمد الشرع القاهرة للمشاركة في القمة العربية
الطارئة لبحث التطورات الفلسطينية ورفض مخططات التهجير، فيما لم يصدر بيان رسمي من
بغداد أو دمشق يؤكد حضور الشرع أو غيابه عن القمة العربية في العراق.
وشهدت
الأيام الماضية توتراً سياسياً في العراق من قبل بعض الأحزاب والائتلافات رفضاً
لمشاركة الشرع، حيث أعلن زعيم ائتلاف دولة القانون، رئيس الوزراء الأسبق، نوري
المالكي، رفضه “جملة وتفصيلاً” مجيء الشرع إلى بغداد، معتبراً، في بيان، أن حضوره
سيكون “مجازفة”، في إشارة إلى التبعات الأمنية والسياسية التي قد تترتب على ذلك.
وبالتزامن،
دعا النائب المستقل عن محافظة البصرة جنوب العراق، مصطفى السند، في بيان، إلى
تنظيم تظاهرة شعبية، الاثنين، في محافظة البصرة؛ احتجاجاً على ما وصفه بـ”السخاء
الباطل” في العلاقات مع سوريا، مشيراً إلى ما اعتبره هدراً للموارد العراقية في
“هبات الحنطة (القمح)” و”الممرات المائية” دون عوائد ملموسة.
وكانت
الحكومة العراقية قد أرسلت في وقت سابق من هذا الشهر الدفعة الثانية من قافلة
المساعدات القادمة من العراق وتحمل 320 طناً من القمح مقدمة للشعب السوري.
وبحسب
المصادر ذاتها، دفع عدد من قادة الإطار الشيعي الحاكم باتجاه الضغط على رئيس
الحكومة العراقية لدفعه إلى عدم توجيه دعوة للشرع لحضور القمة العربية، إلا أن
السوداني رفض ذلك، فيما ذهب إلى اجتماعه مع الشرع في العاصمة القطرية الدوحة الشهر
الماضي.