متابعات - النهرين
في زيارة محاطة بتكهنات ومفاجآت منتظرة، يبدأ الرئيس الأميركي دونالد
ترامب، يوم غد الثلاثاء، جولة خليجية رسمية تشمل المملكة العربية السعودية وقطر
والإمارات، وسط توتر إقليمي وتصاعد الملفات الساخنة على الساحة الدولية.
الجولة التي وُصفت بأنها ذات "زخم استراتيجي"، ستتناول ملفات
شائكة أبرزها وقف إطلاق النار بين إسرائيل وغزة، ومستقبل الطاقة وأسعار النفط،
بالإضافة إلى ملفات تجارية واستثمارية كبرى، وسياسات تقنية حساسة كصادرات أشباه
الموصلات والطموحات النووية في الشرق الأوسط.
ملف غزة يطفو على سطح الأجندة السياسية، حيث تعهّد ترامب مراراً بإنهاء
الحرب، وسط ضغوط أميركية متزايدة على الحكومة الإسرائيلية لدفعها نحو وقف فوري
لإطلاق النار، بحسب تقارير "رويترز".
أما على صعيد الطاقة، فيُتوقع أن يناقش ترامب مسألة أسعار النفط مع قادة
الخليج، في وقت يتزايد فيه الضغط الأميركي على دول "أوبك" لرفع الإنتاج
وتخفيف العبء عن المستهلك الأميركي.
الأنظار تتجه أيضاً إلى المنتدى الاستثماري الأميركي-السعودي المرتقب في
الرياض يوم 13 مايو، حيث يتوافد كبار التنفيذيين من شركات ضخمة مثل "بلاك
روك"، "بالانتير"، "آي بي إم"، "كوالكوم"
و"ألفابت"، لمناقشة فرص التعاون في مجالات الذكاء الاصطناعي والاستثمار
الرقمي.
ويؤكد حضور ديفيد ساكس، كبير مستشاري البيت الأبيض للذكاء الاصطناعي، على
أهمية البعد التكنولوجي في الشراكة الخليجية-الأميركية.
الملف النووي لا يغيب عن الجولة، فبين دعم سعودي وأماراتي للمحادثات
النووية الأميركية مع إيران، وطموحات الرياض في برنامج نووي مدني، يُتوقع أن يشهد
الملف دفعة جديدة خلال الزيارة. مصادر إعلامية أشارت إلى احتمال حدوث تغيير في شروط
الدعم الأميركي للبرنامج النووي السعودي، خاصة في ظل التغيرات في المواقف
الإقليمية بشأن التطبيع مع إسرائيل.
وفي خلفية كل هذه الملفات، تسري أنباء عن توتر متصاعد في العلاقة بين ترامب
ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مما قد ينعكس على الديناميكيات
السياسية خلال زيارته.
الجولة الخليجية لترامب تُعيد ترتيب أوراق المنطقة، وتفتح الباب أمام
تحولات استراتيجية كبرى في ملفات حساسة تمس الأمن الإقليمي والاقتصاد العالمي.