متابعة - النهرين
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بالتاكيد هو لا يملك الفانوس
السحري لكنه مع ذلك قال :- "جهزنا في القمة حلا لجميع الازمات "
..وعندما قال ان القمة فرصة لتعزيز الاستثمار في البلاد .. فان ذلك دلالة على انه
يشمل الازمات الداخلية بالعزف على الوتر الاقتصادي في قيثارة القمة .. ولرب سائل
يسال لماذا لا تقام القمة العربية في الفنادق العراقية كفندق الرشيداو بابل مثلا ويذهب جل عائدات
تخصيصات القمة وهي 260 مليار دينار ارباحا
حصرية لفندق واحد بعينه ..
فالفندق الوحيد الذي تقام فيه
القمة هو " موفنبيك "و يعد ذلك نموذجا مصغرا لنظرة الحكومة الجديدة
للاستثمار في العراق واهدافه الاقتصادية والسياسية :
فالفندق "موفنيبك" هو سويسري بالاساس بني على ارض عراقية لكنه
منح استثمارا لشركة الحرة الدولية "
اردنية الجنسية " وهي بدورها
تابعة لمجموعة "شمارة الدولية"
التي يديرها العراقي "علي
شمارة " وهو احد قائمة العشرين المبشرين بالسطوة
المقبلة بالعراق ومخططات مشروع الفندق سعودية وتمويل المشروع سعودي قطري انه
شيء يشبه اغنية" الحلم العربي" لكن كلماته تكتب بالعملة الصعبة ومحددات
سياسة استقرار العراق الجديدة ..
وموازنة العملة الصعبة مع الاستقرار السياسي هي الحل المتوفر حاليا
حتى "للقضية الفلسطينية" التي لا يتوقع مراقبون ان تخرج القمة
بقرارات لخدمتها سوى بعض "بيانات الاستنكار" وتاسيس "صندوق دعم مالي جديد" , ونفس
الحال في قضية السودان وحربه الداخلية المدمرة ..
فليس منطقيا ان ينساها العرب 3
سنوات ليتذكروها فجاة الان في بغداد ..
اللافت جدا ان تدفقات الاموال الخليجية المستثمرة في العراق زادت وتيرتها
بشكل واضح في السنوات الاخيرة لتبلغ ذروتها 2024
فلا تكاد تجد مشروعا او استثمارا الا وفيه مساهم سعودي او اماراتي او قطري بل وحتى الاجهرة
الكهربائية ومعدات الاستثمار المنزلي جنبا الى جنب مع البضاعة الصينية
والتركية التي احتكرت السوق طيلة السنون
السابقة الى جانب انحسار نسبي للبضاعة
الايرانية مع انها ايضا موجودة .. تفرقهم السياسة ويوحدهم سوق العراق ..
والعراق يريد من سوريا تطمينات امنية اما سوريا فتريد منه دعما اقتصاديا
ينفع حكومتها الفتية ولذلك يتحدث المسؤولون السوريون عن امنياتهم بفتح منفذ القائم
بعد القمة ويطلبون مد انبوب نفط من كركوك عبر سوريا على غرار مشروع بصرة عقبة رغم
ان وزير الخارجية فؤاد حسين قال بدبلماسية
انه عدا مشروع انبوب العقبة لا توجد سوى
افكار استراتيجية ..
اما مصر فترى في العراق حلا
لازماتها الاقتصادية الخانقة فلو تحقق
ونفذت مذكرات التفاهم مع العراق كاملة
وعددها 11 وقعتها حكومة السوداني فان هذا
سيسمح لشركات مصر بالعمل داخل العراق ويسمح بادخال مليونا ونصف المليون عامل مصري
للبلاد وطبعا هذا يهدد العامل العراقي بالصميم في منافسه غير متكافئة بوقت
العراق يعاني اصلا من البطالة هنا لا بد
للسوداني ان يوازن ..
كما ان مصر تسعى لعقد حلف ستراتيجي
يضمها والعراق والاردن يطمئن هواجسها
بالوقوف امام مخططات تهجير الفلسطينين الى سيناء او الاردن ولا ينبغي اغفال هذه النقطة الجوهرية
فالسوداني رئيس الوزراء العراقي قال حرفيا : " أن القضية الفلسطينية ستبقى
جذر المشكلة في منطقة الشرق الأوسط، وآن الأوان أن يكون هناك حل جذري لها".
فما هو الحل الجذري يا ترى وهنا يرى
المراقبون ان نجاح القمم العربيّة لا يعتمد على التنظيم فقط ولكن بالقدرة على
معالجة المستجدّات العاجلة، وفي مقدّمتها ضرورة وقف العدوان
"الإسرائيليّ" على غزّة..
وحقيقة يامل العرب أن تكون القمّة
مناسبة لدفع حكومة بغداد لتبتعد عن ما يسموه "السياسات الغامضة "
المترنحة بين استقطابهم وارضاء ايران ,
ولتحقيق هذا المطلب فخيارات السوداني تنحصر بمهمة حتمية هي انهاء حقبة الانتماء
للطائفة او القومية او المحاصصة الضيقة التي ترجح مصالح الطبقة السياسية على مصالح
الشعب فهم أي الطبقة السياسية ياكلون و"يوصوصون" دافعين ابناء الشعب ليتناحرون ..
كذلك لا ننسى ان قمّة بغداد ستعقد في اليوم التالي لنهاية زيارة الرئيس
ترامب للسعوديّة وقطر والإمارات للفترة من 13 إلى 16 أيّار/ مايو الحاليّ وهذه
ليست صدفة فروح ترامب " تحوم " حول قمة بغداد جاهدا لابقائها تحت السيطرة الامريكية لا ان
تخرج لحقيق مكاسب ايرانية تضعف موقفه الحواري والسياسي و الاهم ان ترامب يرى في
العرب الدجاجة التي تبيض له ذهبا ينقذه من ازمات بلاده ااقتصادية