الاخبار العاجلة البث المباشر
Header Image

امريكا وايران من حوار الطرشان الى سياسة الامر الواقع

logo.png
time.png ٣ مايو ٢٠٢٥
time.png عدد المشاهدات: 113738


متابعة النهرين


لم يكن يبدو خطاب عراقجي  وزير الخارجية الايراني بهذه الحدة طيلة فترة الحوارات التي امتدت على مسافة 3 جولات مع الولايات المتحدة الامريكية سوى هذا السبت حين قال على منصة اكس  أن "التصعيد الخطابي والمواقف المتشددة لن تؤدي سوى إلى تدمير فرص التوصل إلى حل"، وهو بالتاكيد يرد على  موقف وزير الخارجية الأمريكي "ماركو روبيو"، الذي قال الجمعة السابقة، عبر شبكة "فوكس نيوز"، إن أي "اتفاق نووي جديد مع إيران "يجب أن يتضمن السماح بدخول "مفتشين " إلى المنشآت النووية الإيرانية. وطبعا هذا يعيد للاذهان  مقدمات "غزو العراق "2003 بدخول "المفتشين عن الاسلحة المحرمة والدمار الشامل وخشية ايران من تكرار نفس السيناريو العراقي".

 

لكنك تقرأ من بين السطور "مرونة ايرانية"  باستقبال الحوار بقول عراقجي بنفس المنشور " أن "هناك اتفاقاً مرموقاً ومستداماً في متناول اليد، ولا ينقصه سوى إرادة سياسية حاسمة ورؤية عادلة من الأطراف المعنية" .. فهل تبدو هذه "المرونة الظاهرية " مناورة لمكاسب اكبر, ام انها تعطيل  لجولة المحادثات الرابعة التي بعده امراقبون مصيرية في اعادة ضبط اعدادات المنطقة امنيا مع الاخذ بتاثيرها على العالم باسره .


وعموما فان وزارة "الخارجية الإيرانية "اعلنت تأجيل الجولة الرابعة من المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة، والتي كان من المقرر عقدها السبت المقبل في العاصمة الإيطالية روما. بيد انها اوضحت أن التأجيل جاء بناءً على اقتراح من وزير خارجية سلطنة عمان بدر البوسعيدي، مضيفة أن موعداً جديداً للمفاوضات سيُحدد لاحقاً. بمعنى ان ابواب الحوار مازالت مفتوحة .


بل وان ايران أكدت أن وفدها المفاوض يشارك في المحادثات بـ"حسن نية"، مستنداً إلى القانون الدولي ومبادئ السيادة الوطنية، بهدف التوصل إلى "اتفاق عادل ومعقول ومستدام"، مجددة التزامها بمفاوضات "قائمة على النتائج". مع هذا فان هنالك احتمال بعيد لتأجيل اجتماع آخر كان مقرراً بين إيران والترويكا الأوروبية (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا) قبل اللقاء المرتقب مع الولايات المتحدة.

 

وحقيقة  فان "اوضاع الطرفين "الولايات المتحدة وايران لا تسمح بتصعيد يرتقي الى مستوى المواجهة  المسلحة بل هما الى التهدئة اميل مع ضغوط الفيدرالي الامريكي والحصار الامريكي الاقتصادي المر على طهران مقابل   تخلخل اوراق اللعبة الاوكرانية الاربية برياح الضغوط الاقتصادية التي تتعرض لها الولايات المتحدة المقترنة بالمواجهة مع الصين وروسيا .. الولايات الامريكية تبحث الان عن منفذ اقتصادي مع اتفاق يخافظ على هيبتها مع ايرانوهذا يؤهل الطرفين" امريكا وايران"للخروج من مرحلة "حوار الطرشان" الى "سياسة الامر الواقع".


وتقول وكالة رويترزان  الولايات المتحدة تسعى  إلى اتفاق جديد مع إيران يُشبه الاتفاق الموقع بينهما عام 2015، لكن بشروط أكثر صرامةً، رغم ضغوط إسرائيلية على واشنطن لضمان «صفر تخصيب» لليورانيوم. الايراني ونقلت «رويترز»، عن مسؤولين ودبلوماسيينأن هذه المفاوضات تقترب من التوصل إلى اتفاق يُقيِّد البرنامج النووي الإيراني، ولا يختلف كثيراً عن الاتفاق النووي الذي تم التوقيع عليه عام 2015.


ويتضمّن الاتفاق المحتمل «الحد من التخصيب بنسبة 3.67 في المائة؛ تصدير أو تخفيف اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة، وتخفيض عدد أجهزة الطرد المركزي، وقبول رقابة غير مسبوقة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتقليص مخزون إيران من اليورانيوم إلى ما دون مستويات 2015، وإبقاء بعض التخصيب مقابل تصدير ما تبقى إلى روسيا أو دول أخرى».


ويُشير تقرير «رويترز» إلى وجود نقاط خلاف، أبرزها: «البرنامج الصاروخي الإيراني الذي ترفض طهران مناقشته، وعدم رغبة إيران في التفكيك الكامل لبنيتها التحتية النووية، بالإضافة إلى ضرورة تقديم ترمب الاتفاق الجديد بوصفه إنجازاً سياسياً، رغم تشابهه مع الاتفاق السابق الذي انسحب منه.


برمجة و تطوير قناة النهرين | جميع الحقوق محفوظة © 2024