متابعة النهرين
"لدينا صيغة عمل امني مشتركة مع امريكا – لدينا تجربة ناجحة معهم "، هكذا قال السوداني رئيس الوزراء العراقي من مركز القيادة الوطني في وزارة الداخلية "ncc".
والحديث عن" نجاح التجربة مع القوات الامريكية
" يصدربهذه الصراحة يعد جرأة غير
معهودة لرئيس وزراء "اطاري المنبع "
لطالما "سوّق" انتماءه السياسي "الاطاري" لضرورة
التحرير وطرد المحتل خصوصا مع اقتراب
الموعد الافتراضي المعلن لانسحاب مئات
الجنود الامريكان من العراق ايلول 2025 ..
في وقت
وحسب الاتفاق ستبقى القوات الامريكية في كردستان
لنهاية 2026 لا لسواد عيون حكومة "برزاني" انما دعما لقوات
قسد والحفاظ على التوازن الامني في
الاقليم ازاء التمدد التركي من جهة والتهديدات الايرانية من جهة اخرى مع ضمان
الرقابة الامريكية على الجبهة السورية ..
وبدا تصريح السوداني تجسيدا "للغة الممكن" مع
اشتابك الارقام السياسية بالمنطقة وتناغما مع شعار "الشراكة الامريكية
العراقية الدائمة "الذي رفعته اول مرة السفيرة الامريكية السابقة "
الينا رومانسكي "
قبل ان
تسلم مهامها للقائمة باعمال السفارة " اليزابيث كيندي " والتي قدمت
للعراق مباشرة من كييف عاصمة الحرب الدائرة في اوكرانيا..
وما زال
الامريكان يسووقون الى ان وجود قواتهم بالعراق هو" لمصلحة العراقيين"
ويدرجونه تحت يافطة "التعاون الامني"
..
فمكتب
الشؤون السياسية والامنية في السفارة يصدر موقعه بالقول:-ان "الولايات المتحدة والعراق
يعملان معًا لتحقيق هدف مشترك يتمثل
في" شرق أوسط" مستقر وآمن
ومزدهر. كما يُعد العراق شريكًا حيويًا للولايات المتحدة في مجموعة واسعة من قضايا
الأمن الإقليمي. وان الولايات المتحدة تعمل
مع العراق على تعزيز التعاون في مجالات أمن الحدود، والأمن البحري، ونقل
الأسلحة، والأمن السيبراني، وتدمير الأسلحة التقليدية، ومكافحة الإرهاب..
لكن الاهم يقرا من بين "منشورالسفارة" وهو "الاغراءات" التي يطرحها
الامريكان حاليا للعراقيين بالقول :- "تظل الولايات المتحدة ملتزمة بتعميق
شراكتها الاستراتيجية مع العراق والشعب العراقي باتفاقية الإطار الاستراتيجي بين
العراق والولايات المتحدة" ، وتقول ايضا :- نواصل التزامنا ببناء القدرات
الدفاعية للعراق، وتقديم المساعدة الأمنية، والعمل مع العراق لتعزيز استقراره
وأمنه، بما في ذلك من خلال عمليات منع عودة ظهور داعش. ، مع دعم التطوير طويل
الأمد لقوات أمن عراقية حديثة ومسؤولة ومهنية، قادرة على الدفاع عن العراق وشعبه
وحدوده، مع الحفاظ على سيادة القانون...
وفي عام ٢٠١٥، قدّمت وزارة الخارجية الأمريكية للعراق
تمويلًا عسكريًا أجنبيًا بقيمة ١.٢٥ مليار دولار أمريكي لتحسين قدراته الاستدامة
واللوجستية على المدى الطويل،
وسمحت
الولايات المتحدة الأمريكية عام 2016 بتصدير ما يزيد عن ٦٨٩ مليون دولار أمريكي من
المعدات الدفاعية إلى العراق من"
الطائرات، والإلكترونيات العسكرية، وأجهزة التحكم في إطلاق النار/الرؤية الليلية,
وفي
العام ٢٠١٨، قدّمت فرقة العمل
الامريكية المعنية بأنظمة الدفاع الجوي
المحمولة تدريبًا على التعرف على هذه الأنظمة ومنعها لـ ٧٤ مسؤولًا أمنيًا عراقيًا
.
.ولدى الولايات المتحدة 16.3 مليار دولار من
صفقات المبيعات الحكومية النشطة مع العراق بموجب نظام المبيعات العسكرية الأجنبية
(FMS). وتشمل طائرات وأسلحة من طراز
F-16؛ وطائرات من طراز Cessna AC-208؛ وذخائر ومعدات ودعم لوجستي؛ وطائرات هليكوبتر مسلحة من طراز
Bell 407GX؛ ورادارًا بعيد المدى؛ وتدريب طيارين على
طائرات C-172 وC-208 وT-6؛
فضلا عن
اقترض العراق 3.4 مليار دولار أمريكي عبر اتفاقيتي تسهيلات ائتمانية مدعومتين من
صندوق التمويل العسكري الأجنبي في العامين الماليين 2016 و2017، مما سمح له بسداد
قيمة مشترياته من المعدات العسكرية الأجنبية,
كما زودت امريكا
العراق ب أكثر من 300 مركبة مقاومة للألغام والكمائن، ومركبات مدرعة، ومركبات
متعددة الأغراض عالية الحركة (HMMWVs)، ومروحيات OH-58، ومدافع هاوتزر،
ودروعًا واقية، ناهيك عن دعم بقيمة 5 مليار دولار لتجهيز الجيش العراقي
وهنا بعد هذا القائمة الطويلة من الامدادات الامريكية العسكرية للعراق يقارن
مراقبون فيما لو اتخذت الولايات المتحدة "موقفا عدائيا" من العراق يلغي
هذه الميزات فلن تتمكن من ردعه التصريحات
الايدلوجية من جهات واقعا تمول باموال
وارصدة لا تطلق الا بموافقة البنك الفيدرالي الامريكي
وتجربة سحب الامانات الضريبية اوضح برهان فعندما توقفت الرواتب بسبب توقف
اطلاقات الفيدرالي لم تمولها الايدلوجيات بل تركت "حكومة السوداني"
تواجه الازمة بمفردها ..
ومهما انكر البعض "فان الاقتصاد محرك الاحداث" ولعل حكومة السوداني تدرك ذلك تماما بل وحتى الاطراف المتناغمة مع طهران فهم لا يعارضون الآن ضمنا صيغة توافقية مع واشنطن ربما على الاقل لتخفيف الخناق عن ارصدتهم واستثماراتهم, والبعض يذهب الى ابعد من ذلك معتدا بتجارب واقعية مثل المانيا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية ..