مختص اقتصادي: العراق يخسر مليارات بسبب آلية استيراد السلع وضعف البنى التحتية للنقل
انتقد المختص في الشأن الاقتصادي، منار العبيدي، الآليات الحالية المتبعة في إيصال السلع والبضائع إلى العراق، واصفاً إياها بأنها تسبب "نزيفاً غير مبرر" للأموال، مع تجاوز كلفة هذه الخدمات عشرات المليارات من الدولارات سنوياً.
وقال العبيدي إن "المشكلة لا تكمن في عدم امتلاكنا للسلع، بل في فشلنا باستخدام مواردنا الوطنية لتقليل كلفة الاستيراد"، مشيراً إلى أن العراق يدفع مبالغ ضخمة لشركات أجنبية تهيمن على قطاع النقل والشحن، في وقت يمتلك فيه إمكانيات معطلة.
وأوضح أن الخطوط الجوية العراقية، على سبيل المثال، تملك 75 طائرة، إلا أن أكثر من 30 منها خارج الخدمة، بينما يسيطر على قطاع الشحن الجوي شركات أجنبية لا تمتلك حتى قواعد دائمة داخل العراق.
وأضاف أن الوضع لا يختلف في النقل البري والبحري، إذ أن الشاحنات القادمة من دول الجوار ليست عراقية، والعراق لا يملك أسطولاً بحرياً وطنياً، في حين أن السفن الناقلة للبضائع جميعها أجنبية، إلى جانب سيطرة شركات تأمين ومصارف خارجية على إدارة العمليات التجارية.
وأشار العبيدي إلى أن العراق لم يستثمر على مدى سنوات في بناء صناعة وطنية تسهم في تقليل الاعتماد على الخارج، ولم يتم تطوير شركات النقل بأنواعها أو توفير بيئة مناسبة لتفعيل إمكانياته الذاتية في مجال الشحن والنقل التجاري.
ودعا العبيدي إلى إعادة تأهيل وتطوير قطاع النقل الجوي والبحري، وإعادة هيكلة الشركة العامة للنقل البحري لتأخذ دوراً محورياً في عمليات الشحن، كما طالب بإصلاح شامل لشركات التأمين الوطنية لتكون قادرة على دعم حركة الاستيراد والتصدير بفعالية أكبر.