في بدايات الخريف، حين تتساقط الأوراق ببطء وتخفت حرارة الضوء، يبدو العالم وكأنه يأخذ أنفاسه بعد صيف طويل. ومع أن المشهد شاعري في ظاهره، إلا أن كثيرين يشعرون في أعماقهم بفراغ غامض أو كسل ثقيل. ولعل هذا ما جعل الخريف يوصف منذ القدم بأنه 'فصل المشاعر الرمادية'، إذ تختلط فيه الحيرة بالحنين والحياة بالمغزى.
لكن هل فعلاً يحمل الخريف كآبته في طياته؟ أم أن ما نشعر به هو انعكاس لاضطراب داخلي يتبدل مع الضوء والوقت والمزاج؟
ضوء النهار بحسب المكتبة الوطنية الأميركية للطب، فإن ما يعرف بالاضطراب العاطفي الموسمي ليس خرافة شعرية، بل حالة نفسية موثقة تظهر غالباً مع حلول الخريف والشتاء، حين تقل ساعات النهار ويبهت ضوء الشمس.
في هذه الفترة، ينخفض إفراز هرمون السيروتونين المسؤول عن السعادة، ويرتفع هرمون الميلاتونين الذي يشعرنا بالنعاس، فيبدأ المزاج بالانحدار تدريجاً.
وتؤكد مراجعة علمية منشورة في المجلة الطبية المركزية للأبحاث الحيوية عام 2021 أن التعرض القليل للضوء الطبيعي يربك الساعة البيولوجية للإنسان ويزيد القابلية للحزن والخمول، لكن العلماء يشيرون أيضاً إلى أن هذه الحالة يمكن مقاومتها بأساليب بسيطة.
علاج مجاني أوصت المجلة الأوروبية لعلم الأعصاب النفسي بما يعرف بالعلاج بالضوء الساطع، أي الجلوس صباحاً أمام مصدر ضوء قوي يحاكي أشعة الشمس، وأظهرت نتائجها أن المزاج يتحسن تدريجاً خلال أسبوعين فقط.
وفي دراسة أخرى بعنوان 'الموسمية وتأثيرها في المزاج والعاطفة' نشرت عام 2020، تبين أن الأشخاص الذين يقضون وقتاً أطول في الهواء الطلق خلال الخريف يشعرون بطاقة أعلى من أولئك الذين يختبئون خلف الجدران، فالضوء لا ينعش الجسد فحسب، بل يذكر الإنسان بأنه ما زال جزءاً من دورة الطبيعة.
بعيداً من المختبرات، تثبت الطبيعة نفسها أنها أفضل علاج، ففي دراسة يابانية حديثة نشرت في مجلة العلوم البيئية والطبية عام 2022، تبين أن النظر إلى مشاهد الغابات الخريفية الملونة يخفض ضغط الدم ويقلل القلق.
الباحثون سموا الظاهرة تأثير أوراق الخريف، وهي ببساطة سحر الألوان حين تتحول من خضرة حية إلى لوحة من الأصفر والبرتقالي والأحمر.
في بحث نشر عام 2025 في مجلة الطب النفسي للشرق الأوسط، لاحظ الأطباء أن النشاط البدني الخفيف، مثل المشي المنتظم أو ممارسة اليوغا، يساعد في تخفيف أعراض القلق والاكتئاب الموسمي، لأنه يحفز إفراز الإندورفين، وهو الهرمون الطبيعي للسعادة. كما شددت الدراسة على أهمية العلاقات الاجتماعية، فالانعزال في الخريف هو ما يجعل الظلال أعمق، بينما اللقاءات العائلية والأنشطة المشتركة تمنح الفصول معناها الإنساني.
كيف نحمس أنفسنا من الداخل؟ التحفيز لا يعني تجاهل الحزن أو التظاهر بالقوة، بل فهم ما يجري في الداخل والتصالح معه، ولهذا نرى الناس حول العالم يبحثون عن دفئهم بطرقهم الصغيرة التي تمنح الحياة معناها من جديد.
فمنهم من يختار أن يبدأ صباحه بفنجان قهوة على شرفة يغمرها الضوء، كأنما يعلن لنفسه أن النهار لا يزال يستحق أن يستقبل بابتسامة. ومنهم من يلجأ إلى الكتابة، يدون مشاعره في دفتر خريفي صغير، يملأه بما عجز عن قوله، فيحول الصمت إلى كلمات تشبه العلاج. وهناك من يكتفي بإضاءة شمعة، أو بنثر رائحة القرفة في أركان المنزل، أو بتشغيل موسيقى هادئة تعيد للروح إيقاعها المفقود. تلك التفاصيل البسيطة لا تغير الفصول، لكنها تغير نظرتنا إليها، فتجعل من الخريف مساحة للسكينة لا للانطفاء.
وتشير تقارير نشرت في مجلة علم النفس اليوم الأميركية إلى أن هذه الطقوس البسيطة تعيد برمجة الدماغ على ربط الخريف بالراحة لا بالكآبة، فيتحول الفصل إلى مساحة للتأمل وإعادة التوازن لا إلى موسم انطفاء.
وتقول إحدى الدراسات المنشورة في مجلة 'نيتشر' عام 2024 إن المزاج الإنساني يتفاعل مع تغير الفصول بطرق مختلفة، ولا يوجد نمط واحد يصلح للجميع. فالإنسان الذي يفهم طبيعته ويتعامل مع الضوء والغذاء والحركة بوعي، يتجاوز تأثير الفصول من دون أن يفقد اتزانه.
وبحسب الإحصاءات الطبية يصيب الاضطراب العاطفي الموسمي 0.5 إلى ثلاثة في المئة من الأفراد في عموم سكان العالم، ويؤثر في 10 إلى 20 في المئة من الأشخاص الذين يعانون الاكتئاب، ونحو 25 في المئة من الأشخاص المصابين بالاضطراب ثنائي القطب.
وأوضحت المعالجة النفسية مها الراجحي أن الاكتئاب الموسمي لا يعد اضطراباً مستقلاً، بل يندرج ضمن الاضطرابات الاكتئابية الكبرى أو ثنائي القطب، ويتطلب تشخيصاً دقيقاً وتعاملاً علاجياً متخصصاً يشمل الجلسات النفسية والعلاج بالضوء وتناول فيتامين د.
وأشارت إلى أن الظروف المناخية المعتدلة في السعودية والدول العربية تحد من انتشار هذه الحالة مقارنة بالدول ذات الشتاء الطويل والظروف القاسية، مثل كندا، إذ يسهم غياب الشمس في ارتفاع معدلات الاكتئاب الموسمي.
وأضافت أن الحديث عن هذا الاضطراب في العالم العربي لا يزال محدوداً، داعية إلى إجراء دراسات محلية لرصد انتشاره الحقيقي بعيداً من المبالغات والتأثيرات الغربية.
في بدايات الخريف، حين تتساقط الأوراق ببطء وتخفت حرارة الضوء، يبدو العالم وكأنه يأخذ أنفاسه بعد صيف طويل. ومع أن المشهد شاعري في ظاهره، إلا أن كثيرين يشعرون في أعماقهم بفراغ غامض أو كسل ثقيل. ولعل هذا ما جعل الخريف يوصف منذ القدم بأنه 'فصل المشاعر الرمادية'، إذ تختلط فيه الحيرة بالحنين والحياة بالمغزى.
لكن هل فعلاً يحمل الخريف كآبته في طياته؟ أم أن ما نشعر به هو انعكاس لاضطراب داخلي يتبدل مع الضوء والوقت والمزاج؟
ضوء النهار بحسب المكتبة الوطنية الأميركية للطب، فإن ما يعرف بالاضطراب العاطفي الموسمي ليس خرافة شعرية، بل حالة نفسية موثقة تظهر غالباً مع حلول الخريف والشتاء، حين تقل ساعات النهار ويبهت ضوء الشمس.
في هذه الفترة، ينخفض إفراز هرمون السيروتونين المسؤول عن السعادة، ويرتفع هرمون الميلاتونين الذي يشعرنا بالنعاس، فيبدأ المزاج بالانحدار تدريجاً.
وتؤكد مراجعة علمية منشورة في المجلة الطبية المركزية للأبحاث الحيوية عام 2021 أن التعرض القليل للضوء الطبيعي يربك الساعة البيولوجية للإنسان ويزيد القابلية للحزن والخمول، لكن العلماء يشيرون أيضاً إلى أن هذه الحالة يمكن مقاومتها بأساليب بسيطة.
علاج مجاني أوصت المجلة الأوروبية لعلم الأعصاب النفسي بما يعرف بالعلاج بالضوء الساطع، أي الجلوس صباحاً أمام مصدر ضوء قوي يحاكي أشعة الشمس، وأظهرت نتائجها أن المزاج يتحسن تدريجاً خلال أسبوعين فقط.
وفي دراسة أخرى بعنوان 'الموسمية وتأثيرها في المزاج والعاطفة' نشرت عام 2020، تبين أن الأشخاص الذين يقضون وقتاً أطول في الهواء الطلق خلال الخريف يشعرون بطاقة أعلى من أولئك الذين يختبئون خلف الجدران، فالضوء لا ينعش الجسد فحسب، بل يذكر الإنسان بأنه ما زال جزءاً من دورة الطبيعة.
بعيداً من المختبرات، تثبت الطبيعة نفسها أنها أفضل علاج، ففي دراسة يابانية حديثة نشرت في مجلة العلوم البيئية والطبية عام 2022، تبين أن النظر إلى مشاهد الغابات الخريفية الملونة يخفض ضغط الدم ويقلل القلق.
الباحثون سموا الظاهرة تأثير أوراق الخريف، وهي ببساطة سحر الألوان حين تتحول من خضرة حية إلى لوحة من الأصفر والبرتقالي والأحمر.
في بحث نشر عام 2025 في مجلة الطب النفسي للشرق الأوسط، لاحظ الأطباء أن النشاط البدني الخفيف، مثل المشي المنتظم أو ممارسة اليوغا، يساعد في تخفيف أعراض القلق والاكتئاب الموسمي، لأنه يحفز إفراز الإندورفين، وهو الهرمون الطبيعي للسعادة. كما شددت الدراسة على أهمية العلاقات الاجتماعية، فالانعزال في الخريف هو ما يجعل الظلال أعمق، بينما اللقاءات العائلية والأنشطة المشتركة تمنح الفصول معناها الإنساني.
كيف نحمس أنفسنا من الداخل؟ التحفيز لا يعني تجاهل الحزن أو التظاهر بالقوة، بل فهم ما يجري في الداخل والتصالح معه، ولهذا نرى الناس حول العالم يبحثون عن دفئهم بطرقهم الصغيرة التي تمنح الحياة معناها من جديد.
فمنهم من يختار أن يبدأ صباحه بفنجان قهوة على شرفة يغمرها الضوء، كأنما يعلن لنفسه أن النهار لا يزال يستحق أن يستقبل بابتسامة. ومنهم من يلجأ إلى الكتابة، يدون مشاعره في دفتر خريفي صغير، يملأه بما عجز عن قوله، فيحول الصمت إلى كلمات تشبه العلاج. وهناك من يكتفي بإضاءة شمعة، أو بنثر رائحة القرفة في أركان المنزل، أو بتشغيل موسيقى هادئة تعيد للروح إيقاعها المفقود. تلك التفاصيل البسيطة لا تغير الفصول، لكنها تغير نظرتنا إليها، فتجعل من الخريف مساحة للسكينة لا للانطفاء.
وتشير تقارير نشرت في مجلة علم النفس اليوم الأميركية إلى أن هذه الطقوس البسيطة تعيد برمجة الدماغ على ربط الخريف بالراحة لا بالكآبة، فيتحول الفصل إلى مساحة للتأمل وإعادة التوازن لا إلى موسم انطفاء.
وتقول إحدى الدراسات المنشورة في مجلة 'نيتشر' عام 2024 إن المزاج الإنساني يتفاعل مع تغير الفصول بطرق مختلفة، ولا يوجد نمط واحد يصلح للجميع. فالإنسان الذي يفهم طبيعته ويتعامل مع الضوء والغذاء والحركة بوعي، يتجاوز تأثير الفصول من دون أن يفقد اتزانه.
وبحسب الإحصاءات الطبية يصيب الاضطراب العاطفي الموسمي 0.5 إلى ثلاثة في المئة من الأفراد في عموم سكان العالم، ويؤثر في 10 إلى 20 في المئة من الأشخاص الذين يعانون الاكتئاب، ونحو 25 في المئة من الأشخاص المصابين بالاضطراب ثنائي القطب.
وأوضحت المعالجة النفسية مها الراجحي أن الاكتئاب الموسمي لا يعد اضطراباً مستقلاً، بل يندرج ضمن الاضطرابات الاكتئابية الكبرى أو ثنائي القطب، ويتطلب تشخيصاً دقيقاً وتعاملاً علاجياً متخصصاً يشمل الجلسات النفسية والعلاج بالضوء وتناول فيتامين د.
وأشارت إلى أن الظروف المناخية المعتدلة في السعودية والدول العربية تحد من انتشار هذه الحالة مقارنة بالدول ذات الشتاء الطويل والظروف القاسية، مثل كندا، إذ يسهم غياب الشمس في ارتفاع معدلات الاكتئاب الموسمي.
وأضافت أن الحديث عن هذا الاضطراب في العالم العربي لا يزال محدوداً، داعية إلى إجراء دراسات محلية لرصد انتشاره الحقيقي بعيداً من المبالغات والتأثيرات الغربية.
في بدايات الخريف، حين تتساقط الأوراق ببطء وتخفت حرارة الضوء، يبدو العالم وكأنه يأخذ أنفاسه بعد صيف طويل. ومع أن المشهد شاعري في ظاهره، إلا أن كثيرين يشعرون في أعماقهم بفراغ غامض أو كسل ثقيل. ولعل هذا ما جعل الخريف يوصف منذ القدم بأنه 'فصل المشاعر الرمادية'، إذ تختلط فيه الحيرة بالحنين والحياة بالمغزى.
لكن هل فعلاً يحمل الخريف كآبته في طياته؟ أم أن ما نشعر به هو انعكاس لاضطراب داخلي يتبدل مع الضوء والوقت والمزاج؟
ضوء النهار بحسب المكتبة الوطنية الأميركية للطب، فإن ما يعرف بالاضطراب العاطفي الموسمي ليس خرافة شعرية، بل حالة نفسية موثقة تظهر غالباً مع حلول الخريف والشتاء، حين تقل ساعات النهار ويبهت ضوء الشمس.
في هذه الفترة، ينخفض إفراز هرمون السيروتونين المسؤول عن السعادة، ويرتفع هرمون الميلاتونين الذي يشعرنا بالنعاس، فيبدأ المزاج بالانحدار تدريجاً.
وتؤكد مراجعة علمية منشورة في المجلة الطبية المركزية للأبحاث الحيوية عام 2021 أن التعرض القليل للضوء الطبيعي يربك الساعة البيولوجية للإنسان ويزيد القابلية للحزن والخمول، لكن العلماء يشيرون أيضاً إلى أن هذه الحالة يمكن مقاومتها بأساليب بسيطة.
علاج مجاني أوصت المجلة الأوروبية لعلم الأعصاب النفسي بما يعرف بالعلاج بالضوء الساطع، أي الجلوس صباحاً أمام مصدر ضوء قوي يحاكي أشعة الشمس، وأظهرت نتائجها أن المزاج يتحسن تدريجاً خلال أسبوعين فقط.
وفي دراسة أخرى بعنوان 'الموسمية وتأثيرها في المزاج والعاطفة' نشرت عام 2020، تبين أن الأشخاص الذين يقضون وقتاً أطول في الهواء الطلق خلال الخريف يشعرون بطاقة أعلى من أولئك الذين يختبئون خلف الجدران، فالضوء لا ينعش الجسد فحسب، بل يذكر الإنسان بأنه ما زال جزءاً من دورة الطبيعة.
بعيداً من المختبرات، تثبت الطبيعة نفسها أنها أفضل علاج، ففي دراسة يابانية حديثة نشرت في مجلة العلوم البيئية والطبية عام 2022، تبين أن النظر إلى مشاهد الغابات الخريفية الملونة يخفض ضغط الدم ويقلل القلق.
الباحثون سموا الظاهرة تأثير أوراق الخريف، وهي ببساطة سحر الألوان حين تتحول من خضرة حية إلى لوحة من الأصفر والبرتقالي والأحمر.
في بحث نشر عام 2025 في مجلة الطب النفسي للشرق الأوسط، لاحظ الأطباء أن النشاط البدني الخفيف، مثل المشي المنتظم أو ممارسة اليوغا، يساعد في تخفيف أعراض القلق والاكتئاب الموسمي، لأنه يحفز إفراز الإندورفين، وهو الهرمون الطبيعي للسعادة. كما شددت الدراسة على أهمية العلاقات الاجتماعية، فالانعزال في الخريف هو ما يجعل الظلال أعمق، بينما اللقاءات العائلية والأنشطة المشتركة تمنح الفصول معناها الإنساني.
كيف نحمس أنفسنا من الداخل؟ التحفيز لا يعني تجاهل الحزن أو التظاهر بالقوة، بل فهم ما يجري في الداخل والتصالح معه، ولهذا نرى الناس حول العالم يبحثون عن دفئهم بطرقهم الصغيرة التي تمنح الحياة معناها من جديد.
فمنهم من يختار أن يبدأ صباحه بفنجان قهوة على شرفة يغمرها الضوء، كأنما يعلن لنفسه أن النهار لا يزال يستحق أن يستقبل بابتسامة. ومنهم من يلجأ إلى الكتابة، يدون مشاعره في دفتر خريفي صغير، يملأه بما عجز عن قوله، فيحول الصمت إلى كلمات تشبه العلاج. وهناك من يكتفي بإضاءة شمعة، أو بنثر رائحة القرفة في أركان المنزل، أو بتشغيل موسيقى هادئة تعيد للروح إيقاعها المفقود. تلك التفاصيل البسيطة لا تغير الفصول، لكنها تغير نظرتنا إليها، فتجعل من الخريف مساحة للسكينة لا للانطفاء.
وتشير تقارير نشرت في مجلة علم النفس اليوم الأميركية إلى أن هذه الطقوس البسيطة تعيد برمجة الدماغ على ربط الخريف بالراحة لا بالكآبة، فيتحول الفصل إلى مساحة للتأمل وإعادة التوازن لا إلى موسم انطفاء.
وتقول إحدى الدراسات المنشورة في مجلة 'نيتشر' عام 2024 إن المزاج الإنساني يتفاعل مع تغير الفصول بطرق مختلفة، ولا يوجد نمط واحد يصلح للجميع. فالإنسان الذي يفهم طبيعته ويتعامل مع الضوء والغذاء والحركة بوعي، يتجاوز تأثير الفصول من دون أن يفقد اتزانه.
وبحسب الإحصاءات الطبية يصيب الاضطراب العاطفي الموسمي 0.5 إلى ثلاثة في المئة من الأفراد في عموم سكان العالم، ويؤثر في 10 إلى 20 في المئة من الأشخاص الذين يعانون الاكتئاب، ونحو 25 في المئة من الأشخاص المصابين بالاضطراب ثنائي القطب.
وأوضحت المعالجة النفسية مها الراجحي أن الاكتئاب الموسمي لا يعد اضطراباً مستقلاً، بل يندرج ضمن الاضطرابات الاكتئابية الكبرى أو ثنائي القطب، ويتطلب تشخيصاً دقيقاً وتعاملاً علاجياً متخصصاً يشمل الجلسات النفسية والعلاج بالضوء وتناول فيتامين د.
وأشارت إلى أن الظروف المناخية المعتدلة في السعودية والدول العربية تحد من انتشار هذه الحالة مقارنة بالدول ذات الشتاء الطويل والظروف القاسية، مثل كندا، إذ يسهم غياب الشمس في ارتفاع معدلات الاكتئاب الموسمي.
وأضافت أن الحديث عن هذا الاضطراب في العالم العربي لا يزال محدوداً، داعية إلى إجراء دراسات محلية لرصد انتشاره الحقيقي بعيداً من المبالغات والتأثيرات الغربية.
التعليقات