أعربت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في البصرة، اليوم الخميس، عن قلقها العميق إزاء التدهور غير المسبوق في جودة مياه الشرب، نتيجة ارتفاع نسب الملوحة والتلوث، واصفة الوضع البيئي في المحافظة بـ"النكبة الحقيقية".
وذكرت المفوضية في بيان تلقته "النهرين"، أن "تركيز الملوحة في مركز مدينة البصرة بلغ مستويات تقترب من تركيز مياه البحر، وامتد التلوث ليشمل أقضية أبي الخصيب، الصادق، والمدينة"، محذّرة من أن استمرار هذا التدهور يُعرض حياة السكان لخطر صحي داهم.
وانتقد البيان ما وصفه بـ"الإجراءات المحدودة" التي اتخذتها الحكومة الاتحادية لمعالجة الأزمة، داعياً إلى تحرك دبلوماسي فاعل مع دول المنبع لضمان حقوق العراق المائية، خاصة في ظل تعاملات مالية سنوية مع تلك الدول تتجاوز 50 مليار دولار.
كما حملت المفوضية الحكومة المحلية في البصرة جزءاً من المسؤولية، مشيرة إلى ضعف الجهود الرسمية في مواجهة الأزمة.
وفي ختام بيانها، دعت المفوضية إلى "إعلان محافظة البصرة مدينة منكوبة"، مطالبةً الحكومة المحلية بطلب تدخل عاجل من الأمم المتحدة وتفعيل الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالموارد المائية والبيئة.
وتعيش محافظة البصرة منذ سنوات أزمة حادة في تلوث المياه وارتفاع نسبة الملوحة، ما أدى إلى تداعيات بيئية وصحية خطيرة، وسط تحذيرات من أن تتحول الأزمة إلى كارثة إنسانية ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة.